وقفات مع معاني القرآن الكريم بين القاعدة النحوية والمقاصد البلاغية

يعد موضوع هذا الكتاب : " تأملات ووقفات مع معاني القرآن الكريم ( بين القاعدة النحوية المحذورة ، والمقاصد البلاغية ) من الموضوعات المهمة التي تحتاجها المكتبة العربية والإسلامية ، لأنه يبحث في أشرف الكلام ، كلام الله ( عز وجل ) الكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.ومما لا شك فيه أن علماء اللغة والنحاة استمدوا قواعدهم من تراث الأدب العربي ـ جاهليّه وإسلاميه ـ ومن القرآن الكريم .وقد تلاحظ وقوعهم في مزالق خطرة عند تطبيق بعض هذه القواعد المصونة على بعض نصوص القرآن الكريم ، بصورة قد تسيء إلي القرآن الكريم ـ دون قصد منهم ـ ولم يهن عليهم أن يمسوا قواعدهم التعديل ، أو يتَّهموها بالقصور ، عن أن ترقى إلى مستوى النص المقدس ، وتضفي عليه ما هو أهل من الإجلال والسمو.ولئلا يظن ظان أننا نسوق الكلام على عواهنه ، وندعي دعاوى ظالمة ، فإننا نضع بين يديه في هذا الكتاب نماذج من هذه القواعد التي وقفنا وقفات وجيزة عندها .محاولين تفنيدها عند تطبيقها على بعض النصوص القرآنية التي وردت فيها ، مبينين مزالقها الخطرة ، وموجهينها توجيهًا بلاغيًا يتمشى مع المعنى الذي نزعم ( والله أعلم ) أنه مرادٌ منها في سياقها القرآني ، مستعينين بالله ، داعينه (سبحانه وتعالى) أن يرزقنا حسن الفهم والتأويل ، والبعد عن الزلل والخطأ والعي.