من هموم فلسفة القرب : هنا والان

يتناول هذا المؤالف قضايا فلسفة القرب، قضايا الانسان الراهن، هنا والان. فعوض التيه في عالم الماوراء، في عالم الخطاب النظري المجرد، في عالم الميتافزيقا، يعمد المؤلف الى اماطة اللثام عن بعض هموم اليوم، عن المحايث. ونجد في هدا الدرس شواهد فلسفية اضافة الى صور للهم الفلسفي، حاضرا ومستقبلا. الفلسفة القرب،إذن،تقلب التقسيم الأفلاطوني للعالم وللأشياء، لتعود لتفكك عمق السطح،عمق الأشياء البسيطة، ولكن الجوهرية للحياة. إنها تمنح الإنسان فرص وأشكال الانشغال بالذات والولع بها، تدعوه لان ينظر في ذاته وحول ذاته. بهذا المعنى، تكون فلسفة القرب أسلوبا للحياة وطريقة للعيش،على شاكلة الطرق التي كان الإغريق يحيونها بفلسفتهم ويعيشونها بتفلسفهم. إنها تلك الفلسفة المفعمة بالحياة، الفلسفة المحايثة التي تتحرر من التقاليد السكولائية للقرون الوسطى وآثارها في فعل التفلسف في الفترة الحديثة . فليست فلسفة القرب ترفا فكريا، انها الفلسفة كما نحيا بها. وعوض الانزواء في قلاع السماء، تدعونا فلسفة القرب الى الاحتحاك بالواقع، كشفه ومواجهته. وهذا المؤلف يبدأ هده الرحلة.