مستقبل الفدرالية في العراق بين الوحدة والتقسيم

يمكن ان يؤدي اللجوء الى الخيار الفدرالي في بعض الدول الى ظهور بعض الإشكالات والقضايا الخلافية بين مختلف المجموعات المحلية، مما يتطلب وضع اليات وحلول محددة لا يمكنها تحمل اكثر من تأويل، فقضايا مهمة مثل تحديد وتوزيع الصلاحيات والمسؤوليات بين الحكومات الاتحادية والحكومات المحلية او حكومات الأقاليم، بنبغي لها ان تكون ضمن أولويات أي مشرع للدستور في هذه الدول، اذ ان ترك النهايات السائبة او ترك الموضوع امام الاجتهادات او التأويلات سيؤدي الى حدوث الكثير من الإشكالات، لا سيما اذا ما كانت الدولة حديثة العهد في الفدرالية او في الانضمام الى ركب الدول الديمقراطية، وعليه سنحاول في صفحات هذا الكتاب وضع تصور واضح عن الفدرالية بشكل عام، ومن ثم دراسة بعض التجارب الفدرالية الدولية سواء الناجحة منها او الفاشلة، والتي تم تطبيقها في العديد من دول العالم، بعدَها مسألة ضرورية بالنسبة لأية دراسة ترغب في رسم مستقبل النظام الفدرالي لدولة ما، وعلى هذا الأساس فان تجارب الدول الفدرالية التي وصلت اليوم الى ما يقارب 28 دولة تمثل أهمية مضاعفة لغرض وضع بعض التصورات لما ستؤول اليه التجربة الفدرالية العراقية في المستقبل.