تصوّر الإرهاب من خلال مداخلات مجلس نواب الشعب

يبحث الكتاب تصوّر الإرهاب في مداخلات "مجلس نوّاب الشّعب" في إطار نظريّة الاستعارة المفهوميّة لينظر في ما أدّت إليه من نشأة منهج جديد في البحث في كيفيّة عمل الاستعارة باعتبارها مقوّما للفكر. وهو يشتغل على خطاب سياسيّ يتعذّر في الغالب الإمساك به في كلّيته. متعاملا مع خطابات النوّاب بوصفها ظواهر لغويّة أي طرق معيّنة للكلام، عن أبعاد معيّنة للواقع، في سياقات اجتماعيّة وسياسيّة معيّنة. إذ يعتني بدراسة الاستعارات الّتي صاغ بها النوّاب خطاباتهم عن الإرهاب محاولا حدّ التصوّر، و طريقة تشكّله وفهمه موجّها الاهتمام للاستعارة كمدار أساسيّ لصراع الدّلالات، وتعدّد المعاني والتّأويلات باعتبار أنّ الاستعارات نادرا ما تكون محايدة. فالاستعارات يمكن أن تستخدم للإقناع بصيغة مفهوميّة جديدة للواقع وتبريرها والتّنظير لها، وهي بذلك تُقيم علاقات ديناميّة مع الايديولوجيا فالتأثير البلاغيّ والايديولوجيّ للاستعارة إنّما هو ناتج عن التّأثير التّراكميّ لاستخدامات مُترابطة عبر ما يقيمه النّسق التصوّري من تناسبات بين بنى استعاريّة متناسقة تجمع بين تجارب متعدّدة وتربط بينها استدلالات منطقيّة تتماهي مع تمثيلات الذّهن الكامنة في اللاّوعي ويهدف الكتاب إلى تقصّي طبيعة اشتغال العقل السياسيّ في خلفياته الذّهنية وهو يريد الإضافة من هذه النّاحية بما للدرس اللّساني الحديث من أهميّة في تحليل الخطاب السياسيّ بآليّات جديدة