تقييم السياسات العمومية التربوية بالمغرب

يتناول الكتاب الحالي بنفس تحليلي ونقدي موضوع تقييم السياسات التربوية بالمغرب، بإلقاء الضوء على أبرز الإنجازات المتحققة والنوايا والطموحات التي لم تبلغ، برصد واقع الحال في ظل حياد المقاربات الإصلاحية القائمة عن مسارها البناء. وذلك في أفق أن تتخذ اتجاها مغايرا بفعل الوعي بممكنات شدة الشرخ الفارق بين التصورات والتطبيقات الهادفة إلى إصلاح حقيقي للفعل التربوي وضمان انخراط الجميع. إصلاح لا ينطلق بالضرورة من القمة (المركز)، وإنما يحدو نحو منظور جديد منفتح ينبع من التقييم النابع من قلب المدرسة وفق مقاربة صاعدة. من هذا المنطلق نقارب اليوم فرضية المسافة الفاصلة بين الطموح والواقعية في بلورة استراتيجيات وسياسات التربية والتكوين الوطنية من مدخل القياس والتقييم التربوي، بغية الاسهام في النهوض بالفكر التقييمي الرامي لبناء صرح إصلاح سديد يمكن من الانتصارلجعل المدرسة مرآة عاكسة لمجتمع التغيير، وبذلك، موضوعا ديناميكيا لسياسات وإصلاحات وتقييمات تربوية متجددة. فصحيح أن مجهودات بذلت، غيرأن الحديث عن المدرسة والمشروع التربوي والتنموي يضعنا أمام منظومة عامة مأزومة على عدة مستويات في سياق موسوم بالاستمرار في نهج مسارات الإصلاح الخاطئة وهشاشة الإرادة السياسية الصادقة للنهوض بالوضع التربوي. أمر يلزمه بالأساس صحوة ضمير ونقد متعدد الأبعاد وتقييمات موضوعية صادمة تفضي لثورة تعليمية هادئة نحو التحسن المستمر.