الاتجاه الجمالي في شعر عبدالعزيز المقالح حتى عام 2014م

يتطلَّع هذا البحث إلى دراسة الأبعاد الجمالية في شعر عبد العزيز المقالح، الشاعر الذي أثرى الحركة الشعرية في اليمن والوطن العربي، ووقف بمضامين شعره على كثير من القضايا الوطنية التي تهم المجتمع اليمنيَّ، منذ العهد الإمامي إلى يومنا هذا، وساير بشعره مراحل تطور القصيدة العربية في بنائها الفني؛ من النظم العمودي إلى شعر التفعيلة. ويفترض البحث أن شعر عبد العزيز المقالح جديرٌ بالدراسة الجمالية، نظرًا لما تتميز به لغة الشاعر من تنوعٍ في الدلالة، والموسيقى، وثراءٍ في الفكر، ووقوفه على مجمل التجارب الإنسانية، والاجتماعية، والذاتية، حيث صور معاناة المجتمع، وآماله، وطموحاته في التحرر من بؤر الحرمان، والفقر والعوز، كما التفت إلى مواضيع تؤرق أغلب اليمنيين، مثل موضوع الغربة بما يحمل من مآلاتٍ نفسية على المستوى الفرديِّ والاجتماعي، ولعل من اللافت في شعره، بروز لائحة كبيرة من أسماء الأعلام والأماكن، ويظهر ذلك جليًّا في عناوين دوواينه على سبيل المثال "لا بد من صنعاء"، و"مأرب يتكلم"، و"رسالة إلى سيف بن ذي يزن"، و"عودة وضالح اليمن"، و"الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل". ولعله يقصد من ذلك "مد جسوره مع القارئ الذي يقدّم نفسه من خلالها كشاعر من اليمن، وقد يفهما القارئ بدوره كصلاتٍ تنمُّ عن همّ المقالح المغرق بخصوصيته اليمنية.