من صور حضور أبي تمام الطائي في أدب المغاربة

يأتي هذا الكتاب رغبة في قراءة الانطباع الذي تكون لدى أدباء المغرب عن أبي تمام الطائي الذي نال شهرة كبيرة في تاريخ الشعر العربي،وفي الحركة النقدية التنظيرية والتطبيقية التي تابعت نتاجه ،و هيأت عبور مذهبه الشعري إلى مختلف أقاليم الدولة الإسلامية في حياته وبعدها،وبالتأمل في هذا العبور لأدبه وأخبار سيرته إلى الجانب الغربي من العالم الإسلامي يجد الدارس أن ذلك يمثل مقياسا لسريان أدبه في الحركة الأدبية وفي حركة التأليف عموما لدى هؤلاء الأدباء الذين أعجبوا بمذهبه وبفصول سيرته واختياراته الشعرية الشيء الذي هيأ لحركة أدبية ولحضور كبير لأبي تمام الطائي في أدب المغاربة عني به الباحثون على غرار ما نجد في الدراسة التي كتبها المرحوم الدكتور محمد بنشريفة:"أبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة" التي تعيد للذاكرة الأدبية مسيرة اتجاه شعري لقبه الدكتور أحمد هيكل الاتجاه المحافظ الجديد في الأدب العربي،والذي تجاوب مع حركة الاستقرار والبناء الحضاري الذي شهدته الدولة الإسلامية منذ النصف الثاني من القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي،ومال إليه أدباء المغرب أثناء ذلك وبعده للميزات الفكرية والإبداعية التي تميز أدباءه،وفي هذا السياق أحببت تقديم بعض صور اهتمامهم بواحد من أعلام هذا الاتجاه،منبها على أن الدرس الأدبي العربي من خلال هذا يحافظ على التمثلات الوجدانية والصلات الثقافية بين ماضي وحاضر فكرنا الأدبي.