وادي القرى

وادي القرى (محافظة العلا الحالية وما جاورها من القرى)، ذلك الموقع المتفرد في شمال الجزيرة العربية، والذي كان ومن المؤكد أنه له دورا كبيرا في الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام، وبلاد المغرب والأندلس في بعد، فهو يقع على طريق التجارة القديم، ولاشك أنه بوابة المرور لجيوش المسلمين، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنها من أهم المراكز التي يتكتل بها اليهود، الذين كانوا يبطنون العداء للإسلام ويتحينون الفرصة للانقضاض على المدينة المنورة، والقضاء على دولة الإسلام. كما أن الصحابة مروا على وادي القرى ومنهم من أقام به وربما توفى ودفن في أرضها، ومنهم أسامة بن زيد رضي الله عنه. ويتضمن الكتاب أحوال وادي القرى في فترة ما قبل الدعوة الإسلامية، من الناحية الدينية والاجتماعية والاقتصادية، وأحوال القبائل والحكومات التي توالت على المنطقة من ديدانيين ولحيانيين ومعينيين وسبئيين وأنباط وغيرهم، وكذلك أحوال المنطقة في فترة النبوة وكيف تمت سيطرة المسلمين عليها في غزوة خيبر ووادي القرى سنة 7هـ، بعد سلسلة من السرايا، منذ السنة الثانية من الهجرة ووصلت أوجها في السنة السادسة. ورحلة سلمان الفارسي ومروره بهذه المنطقة وإقامته فيها ظنا أنها الأرض التي سيظهر بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قيام النبي صلى الله عليه وسلم بتعيين واليا عليها؛ وأوضاع السكان.