سياسات تمكين المرأة في مصر

المرأة نصف المجتمع، لكن هذا الحساب العددى المجرد لا يعنى الكثير إذا لم يحلل من زاوية الوزن النسبى للعدد على قاعدة الأهمية، والإسهام فى حياة المجتمع، إن كل متابع، باحث أو إنسان عادى يلاحظ أن ثمة ازدواجية ومفارقة واضحة فى مواقف المجتمع إزاء المرأة وفى تقويم أدوارها الاجتماعية، فالمجتمع يقدس المنزلات المنسوبة Ascribed Status (كأم أو زوجة أو أخت) مثلاً، لكنه يحول بينها وبين إشغالها المنزلات التى تكتسبها بجهدها الخاص سواء عن طريق التعليم أو التدريب بما يمكنها من العمل خارج المنزل.التمكين عملية مركبة، تعنى بإيجاد الخبرات والإمكانات المادية والفنية التى لا توفرها التنشئة الاجتماعية التقليدية للمرأة، إلى جانب خلق تصورات ذاتية للمرأة عن نفسها تنطوى على الثقة وشجاعة اتخاذ القرار والرأى الصائب، فضلاً عن تغير النظرة التمييزية للمجتمع ضدها. التمكين بهذا المعنى ليس تدريباً بل هو عملية اجتماعية، نفسية توفر للمرأة فرصة الإسهام فى حياة المجتمع، وتعزز أدوارها الإيجابية سواء فى البيت أو فى العمل، أو فى علاقاتها مع الآخرين، ووفق هذا المنظور لابد من تحديد السياسات التى تعتمدها الدولة فى سبيل النهوض بالمرأة وتمكينها من تعزيز دورها فى المجتمع، ولابد من برامج لتنفيذ تلك السياسات، كى يؤدى إلى تغير وضع المرأة الحالى لذا فإن الباحثة تسعى لتناول سياسات تمكين المرأة من منظور اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي.الخ