الصيرفة الإسلامية في الجزائر

ما من شك أن القرن الحادي والعشرين سيطبع التاريخ الاقتصادي الحديث، وذلك بسبب الأزمات الهامة والمتكررة التي تعرض لها النظام المصرفي الوطني والدولي على حد سواء، والأكيد أن أهم تلك الأزمات هي التي نعيشها اليوم، والتي تتميز بطابعها البنيوي والمُعمَم ومرده ترابط الأسواق المالية على الصعيد الدولي. وفي حين لا يمكن الاستهانة بمساهمة كل الإصلاحات التي باشرتها الجزائر ( التحرير المصرفي، تعزيز دور البنك المركزي...)، يبقى ذلك غير كاف ذلك لأن النظام المصرفي الجزائري هو محل انتقادات عديدة من قبل المستثمرين المحليين والأجانب، سيما فيما يتعلق بطابعه البالي وأعبائه الإدارية إضافة إلى نقص المنتوجات والخدمات، ومن ثم تهدف الاصلاحات الجارية لعصرنة النظام المصرفي إلى الرفع من فعاليته (إدراج وسائل الدفع الإلكتروني، خصخصة البنوك العمومية ومضاعفة أقسام المنتجات). أمام هذا الوضع الحرج، برزت الصيرفة الاسلامية بمقاومتها لهذه الأزمة وهو ما لفت انتباه الأخصائيين والباحثين، الذين تساءلوا عن أسباب حصانتها وكذا إمكانية اعتبارها كحل وبديل محتمل للنظام الحالي. يهدف هذا العمل أساسا إلى تحديد وضعية الصيرفة الإسلامية في قلب هذه الأزمة وتوضيح مساهماتها في النظام المالي الوطني والدولي وكذا تحليل مختلف الصعوبات التي لا تزال تقف عائقا أمامها. كما تعد هذه الدراسة بمثابة ملخص للأعمال المنجزة حول الصيرفة الإسلامية.