أصول التقعيد الفقهي عند ابن رشد الجد من خلال كتابه البيان والتحصيل

يعتبر كتاب البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل، في مسائل المستخرجة للقاضي أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي، كتاب حافل، وموسوعة كبرى في فقه المسائل، وفي الفقه المقارن داخل المذهب المالكي، وهي ميزة لا يكاد يشاركه فيها، أي كتاب سواه ـ خاصة بالأندلس ـ فبعث روح التجديد في الفقه بنقله له من حال التجريد إلى التوجيه والتعليل، وقرَّب تناوله للمسلمين عامة فاستفادوا منه وأثنوا على الكتاب ثناء جميلا. فاستحق أن يتبوأ مكانة ممتازة، فهو يعد مصدرا من مصادر الفقه المالكي في نقوله، وفي تحليلاته، وفي ضبطه للمذهب، وبيانه للخلاف وتوجيهه، وعرضه الصحيح من الأقوال، وتأييده، والإعلان عن المشهور منها ودعمه. كما احتوى على شرح عامة مسائل المدونة وتحصيل كثير من أمهاتها. ونهدف من خلال كتابنا هذا إلى كشف اللثام عن جانب من جوانب الفكر الفقهي عند مالكية الأندلس على الخصوص، والمدرسة المالكية عموما، وفي فن القواعد الفقهية الذي شُهد للمالكية بطول باعهم فيه تصنيفًا. وبهذا الكتاب يُوقف على مدى طول هذا الباع في مجال توظيف القواعد الفقهية في الجانب التأصيلي، بيانًا لأثر التقعيد الفقهي في ضبط مسار الاجتهادات الفقهية، وهذا من خلال إبراز: أصول التقعيد الفقهي عند ابن رشد من خلال البيان والتحصيل