الأسطورة الأندلسيّة بين الحبّ والحرب

يُعد النثر والشعر -منذ عهد الإنسان القديم وحتى العصر الجاهلي وما بعده من عصور بما فيها العصر الإسلامي-المرآتان اللتان استطاعتا أن تعكسا بقايا الفكر الأسطوري الذي أرسته الذاكرة الجمعية بإرادة واعية أو غير واعية. بَيْدَ أنّ الشعر كان وما زال محط أنظار المتذوقين للأدب والكلمة وموسيقاها العذبة، وانسيابيّتها في قلب السامع قبل أذنه، وتُعد قصة الحب بين ولادة بنت المستكفي وابن زيدون إحدى أشهر القصص الحالمة التي بدأت داخل حدائق قرطبة، حيث تدفق الإحساس العذب من حنايا حروفهما، بفعل سحر الحب الذي فاق الواقع ليقارب الأسطورة، في وجده ردًّا وصدًّا، في أرض حاضنة لكل معالم الجمال المعنوي والمادي، الأندلس.ومن هنا فإنّ إلقاء الضوء على تدرج هذه العاطفة المشبوبة وما مرت به من أطوار، جعلها تحلق في فضاء الأسطورة تارة وتحط على أرض الواقع تارة أخرى، هو من الضرورة بمكان، علّه ينصف هاتين الشخصيتين اللتين أضفتا رونقًا على الأدب والشعر حتى عصرنا هذا. لذلك عمدت هذه الدراسة على تتتبع ظلال الأسطورة في شِعر هذين الشاعرين، وكشف النّقاب عن مكامن الإبداع في شعرهما.