أسلوبيّة التّشكيل الصّوتي وأثره في رباعيّات رابعة العدويّة

تتجه الدراسات الأسلوبية إلى استقراء الظواهر الصوتية لدى الشعراء، لتبرز من خلال ذلك أهمية المستوى الصوتي في كونه يهتم بالمادة الصوتية التي تختزن في داخلها الطاقة التعبيرية والفكرية والعاطفية لدى الشاعر، وإن البحث عن موقع الإبداع داخل النص يستوجب من الباحث الوقوف على البنى الصوتية التي تمثل جزءا لا يتجزأ من هيكل القصيدة، ولذا تعد الظواهر الصوتية من الركائز الهامة التي تستند إليها الأسلوبية فضلا عما يجسده المبدع من العلاقة بين الصوت والمعنى، فللصوت في بناء النص الشعري جمالية تفصح عن مهارة الشاعر في اختياره للأصوات وانسجامها مع المعاني المبتغاة في البناء اللغوي والفني للقصيدة الشعرية. والمطّلع على أشعار رابعة العدوية يستشف منها مستويات أسلوبية غنية بالطاقة الإيحائية على الرغم من الإرث القليل لها، فكان الاعتماد على المنهج الأسلوبي للكشف عن تلك السمات والعناصر الأسلوبية في بنية النص، ومن هنا عمدت هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر التشكيل الصوتي من خلال الدراسة الأسلوبية النظرية والتطبيقية على أشعار رابعة العدوية.