جوانبُ عبقريّةٌ من معرفةِ ابن خلدون الموسوعيّةِ

سعي الكتاب إلى إبراز جوانبَ من معرفة ابن خلدون الموسوعيّة، ظلّت، على الرغم من روعتها وجمالها، وأصالتها وإبداعها، وسَبْقها العلميّ والحضاريّ، تحت الظلّ نسبيًّا، تنتظر أقلام المبدعين من الكُتّاب، المهتمين بنشرها، بوصفها تراثًا ثقافيًّا عربيًّا إسلاميًّا يدلل على عظمة هذا الرجل، وتألُّق فكره، وغزارة عطائه، وتنوع مجالات علمه؛ وقد كان ابن خلدون في ذلك كلِّه أصيلًا، خلاقًا، مبدعًا، واسع الأفق، راجح العقل، ثاقب النظر، قوي الحُجّة، ساطع البرهان.وقد عالجنا ذلك في ثلاثة فصول: تربويّ، ولغويّ، وأدبيّ نقديّ. فما عرضناه وناقشناه من آراء لابن خلدون في مجال التربية والتعليم والتعلم ومبادئه وطرائقه يَنِمُّ عن حكمة ونضج، وعمق تأمل، واستشفاف وإشراق مبدعين. لقد سبق ابن خلدون عصره في بعض ما طرحه على الصعيد التربوي، فبدت آراؤه، ولعلنا لا، نبالغ إن قلنا: استراتيجياته أو ربما نظرياته مهمازًا للتربية العربية الحديثة، تلتقي معها في كثير من المسائل والقضايا الأساسية. وما قدّمناه وناقشناه أيضًا من آراء لابن خلدون في اللغة واللسان، مَلَكَةً وتعلّمًا، واكتسابًا، وذوقًا، في الأَعراب والأمصار، وفي المشرق والمغرب، من جهة؛ وفي الأدب والنقد من جهة ثانية، يبيّن أنه تأمل في علوم اللسان وأرّخ لها، وكانت له فيها آراء جديرة بالتقدير.