المدخل الوجيز إلى فنون وعلم الخطابة وأدبيات الحوار والجدل

لاشك أن موضوع فن الخطابة وأدبيات التواصل والحوار من أهم موضوعات علوم الآلة والوسيلة، ومن أخص بحوث ومعارف المكملات والمقدمات والمتممات أيضا، التي يجب على طالب العلم حذقها والتمهر فيها، نظرا لحاجته الماسة إليها خلال حياته العلمية في مدة ورحلة الطلب، وبعد نجاحه أيضا واجتيازه عقبات ومراحل الطلب والأخذ والادخار والتزكية والشدو والعطاء. لأن طالب العلم الشرعي والقائم بالدعوة إلى دين الله الإسلام بحاجة دائمة وماسة إلى التمهر في إتقان فن الخطابة خلال حياته العلمية الحافلة بالنشاطات والنجاحات والقربى من رضوان الله سبحانه وتعالى، ومن هنا وجب عليه حِذْق فنياتها وأدبياتها وأركانها السبعة الرئيسة، وهي: (1- الخطيب، 2- الجمهور، 3- مضمون الخطبة، 4- فنيات وتقنيات الخطبة وسلامة الجهاز اللغوي والصوتي للخطيب، 5- أهدافها وغاياتها، 6- تأثيراتها في استمالة الجمهور واستجابته، 7- ردة الفعل)، فضلا عن كيفية إعداد الخطبة إعدادا سليما. ولكل ركن من هذه الأركان السبعة عناصره ومكوناته ومعالمه الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها لتأدية الخطيب وظيفته بنجاح. ومنه وعليه فالخطبة مجال بحثي مهم ودقيق، وفضاء معرفي حساس ومتميز بين سائر الفنون القولية والكتابية والتواصلية الأخرى.. وسبيل تعبيري وتواصلي استراتيجي وخطير جدا.. لا يقربه ولا ينجح فيه إلاّ من تمكن منه فطريا وموهبيا وأغنى تجربته اكتسابيا ومعرفيا وتجربيا..