مدخل إلى المجتمع الإنساني في القرآن الكريم والسنة النبوية

يشكل هذا الكتاب إضافة معرفية ومنهجية وإبداعية وإعجازية في رف مكتبة علوم التفسير التقليدية والحديثة والمعاصرة، وكما هو مقرر لدى أهل الاختصاص، فإن علم التفسير –في المعنى اللغوي-يعني: البيان والتوضيح وإظهار المعنى المعقول، وكشف المعنى المراد من اللفظ والرسم اللغوي بمؤونة أيسر وأسهل من اللفظ والرسم اللغوي نفسه، فيصير التفسير في الاصطلاح اللغوي العربي هو: سوق البيان الذي يزيل اللبس والخفاء القائم في اللفظ. وهكذا فإنه يعني –في المعنى الاصطلاحي-: بأنه ذلك العلم الذي يُفهم به مقصود كلام الله من خلال كتاب الله، واستخراج أحكامه. ولكن التفسير الاجتماعي الذي نعنيه ونقصده ونرتاده في الآي الحكيم، ونرجع إليه في ارتياداتنا التفسيرية تلك، ونحتكم له في سياقاتنا المعرفية والتأصيلية والتحليلية، ليس هذا السالف الذكر، بل هو التفسير الذي ينطلق من تعريف المجتمع المسلم من خلال الآي الحكيم، وهو الذي قررناه –بعد بحث وتدقيق- لاحقا: ((بأنه ذلك الكيان الاجتماعي البشري التلقائي، المكوّن من الشعور الجمعي للأفراد بالانتماء إلى هيئة وعقيدة وشريعة واحدة محترمة من الجميع، تحركهم وتسيرهم وتضبطهم، وتضمن لهم ذاتية القرار وآليات الاستمرارية، وتربطهم مجموعة من الصلات المختلفة، التي يحددها العرف، وترسخها العادات والتقاليد والقوانين المرسومة فيما بينهم، وفق الأنظمة المتبعة التي تديرها سلطة منتقاة منهم))