مكانة عالم الأفكار في الهدي النبوي الشريف

تهدف هذه الدراسة تسليط الضوء على قيمة العقل والفكر في الخطاب الديني، والكشف عن مكانتهما المتميزة في السنة النبوية، وإيلائهما العناية الكافية لعالم الأفكار المحيية لموات الأمم، وحثهما بشتى الأساليب والوسائل لأفراد الجماعة المسلمة للمشاركة الفعالة، والانخراط الإيجابي في عملية تشكيل العقل والوجدان والسلوك الإسلامي الفردي والجماعي الخلاق، وذلك من خلال عرض نماذج متميزة من مواقف وأحداث ومشاركات وتدافعات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، في عالم الأشخاص والأشياء والأفكار، ممن شكلوا الجماعة المرجعية المتميزة عبر تاريخ النبوات والإنسانية عموما، وتاريخ الإسلام خصوصا من خيرة الرجال والنساء الأطهار، ممن طلبوا الهدى فهداهم الله سبحانه وتعالى فأدلوا ببنات أفكارهم، لتصير – بفضل الله ومنته - وحيا، ومنهجا، وطريقة عبادة، وأسلوب حياة وعيش كريم، محدثة تغييرا استراتيجيا مهما في مسيرة الإسلام والجماعة المسلمة، وداعية العقل المسلم – عبر الأبعاد الزمانية والمكانية والكيانية والإمكانية – للتفكير الإيجابي الخلاق، الذي يُحي الأمة، وُيقيل عثرتها، وينهض بها، ويضمن لها مفعلات ومقومات عملية النهوض والإقلاع الحضاري الدائم والمستمر.