مدخل إلى فقه مناهج الدعوة الإسلامية

نهج العاملون والمنظرون في مجال الدراسات الدعوية المعاصرة أن فقه مناهج الدعوة انحصر فقط في مجالات الدعوة العقلية والسلوكية والوجدانية استنادا على أجهزة التلقي لدى جمهور المدعوين الممثلة في العقل والوجدان والسلوك فقط، ومنه فقد تعددت وانحصرت الدراسات والأبحاث الدعوية في هذا المجال المنهجي دون اعتبار لغيره من مناهج مقاربة وجذب جمهور المدعوين نحو الخطاب الدعوي.والحقيقة أبعد من أن تُحصر في هذا النسق فقط، على اعتبار أن الدعوة إلى الله مجال مفتوح وشامل لكل منهج وطريق مشروع يُوصل جمهور المدعون إلى معرفة ربهم وخالقهم، ومن ثمة الارتباط والالتزام بمنهجه سبحانه وتعالى عن طريق دين الإسلام الذي هو خاتم الرسالات والنبوات. ودين الإسلام هذا الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه استعمل كافة الطرق والمناهج والوسائل والطرق والأساليب المتاحة بهدف إيصال دعوة الله لناس كافة، وهو فعله وصنيعه صلى الله عليه وسلم في دعوته، وفعل أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين من بعده، فهل ثمة مناهج أخرى للدعوة غير هذه التي حددها الدارسون المعاصرون؟ والحقيقة تثبت أنه ثمة مناهج أخرى لم يهتد إليها الكثير من الدارسين، وهو موضوع كتابنا هذا المعنون بفقه مناهج الدعوة.