وللأسف الشديد لم تتعرض مؤسسة سيادية لما تعرضت له وزارة التربية التي هيمن عليها التيار اليساري في بداية الاستقلال، ثم التيار العلماني فالاستئصالي الفرنكوفوني إلى اليوم.. ولا ننكر أن حكومة الثورة الأولى 1965-1991م سعت جاهدة لإيلاء المدرسة الأهمية الحضارية المطلوبة، ولكن منذ قرابة ثلاثين سنة وبعد الانقلاب التاريخي على خيار الشعب وبعد فضيحة نشر أسئلة امتحان البكالورية جوان 1992م والمدرسة الجزائرية تتعرض للاستئصال والتغريب والفرنسة.. بل للتشويه والمسخ والأغربة والتبعية الاستعمارية للثقافة واللغة الفرنسية.. واليوم وبعد مضي قرابة ثلاثة عقود على تدمير أجيال بكاملها من قبل المتحكمين في دواليب السلطة نشأ جيل مترنح لا معالم تميزه عن غيره من الأمم المستعمرة والمغزوة فكريا وأخلاقيا ودينيا وروحيا ونفسيا ووجدانيا.. وقد حاول رجال التربية والتعليم الوطنيين التصدي لهذه الهجمة الشرسة التي اغتالت ومازالت تغتال كل قيمنا التربوية والتعليمية الجزائرية الأصيلة مقابل السقوط في برك التغريب والمسخ والتشويه.. وكنت واحدا من هؤلاء الرجال الذين نافحوا عن العربية والإسلام والقيم الوطنية الأصيلة بقلمي ومقالاتي المنشورة في الصحف الوطنية، وهذه فرصة لجمعها في كتاب واحد لعل القادم أسوأ من الماضي، ولعل الأجيال اللاحقة تلعننا وتتهمنا بأننا لم ندافع عن وجودنا العربي الإسلامي في الجزائر المستلبة والمحكومة من قبل فرنسا.
تفاصيل الكتاب: |
|
ISBN-13: |
978-620-4-72280-1 |
ISBN-10: |
6204722808 |
EAN: |
9786204722801 |
لغة الكتاب: |
عربي |
By (author) : |
أحمد عيساوي |
عدد الصفحات: |
156 |
النشر في: |
15.09.2022 |
الصنف: |
Schoolpedagogy, didactics, methodology |