الإرادة الدولية الشارعة

لقد سجلت مسيرة القانون الدولي مراحل بارزة في تطورها امتدت لتشمل مختلف ميادين الحياة الدولية، وقد تزايدت حاجة هذا القانون إلى الآليات التي يستعين بها لتنظيم قضاياه، فبرزت إلى حيز الوجود القانوني آليات لها طبيعة تشريعية لعبت دورها في إحداث تغيير في المفاهيم التقليدية التي ورثها هذا القانون تحت تأثيرات المذهب الإرادي والمدارس التاريخية التي حاولت أن تدافع عن جمود هذا القانون وسعت من اجل الوقوف أمام أي نشاط يرتقي به نحو أفاق جديدة. هذه المعطيات دعت المجتمع الدولي إلى تبني أفكار جديدة تم إدماجها في إطار عمل المنظمات الدولية فيه، وترسخت كمنهج علمي ثابت تتبعه الدول في عملها من اجل إقرار الاتفاقيات الدولية، فأصبحت مؤتمرات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة تجسد ابرز أدوات تشريع قواعد القانون الدولي مما دعى البعض إلى تسميتها بالمؤتمرات التشريعية أو الدبلوماسية الجماعية التشريعية والتي يتمخض عنها إقرار الاتفاقيات الدولية الشارعة التي غدت سمة مميزة من سمات هذا القانون.