تعثر الخطاب الإسلامي المعاصر في عصر الوسـيلة

تبلورت أسـس وقيم ومكونات ومناهج واتجاهات وأهداف الخطاب الدعوي الإسـلامي التصورية والواقعية والنظرية والعملية بلـورة نهـائية على يـــد رسـول الله محمد صلى الله عليه وسلم خلال مسـيرته الدعويـة بين القبائل العربيـة، وغيرها من القبائل اليهوديـة، وبعض متنصري العـرب، ومتحنفيهم في أرجاء الجزيرة العربية. ومع سـائر القــوى الوثنية والكتابية المجاورة في الشمال والجنوب من الجزيرة العربية (الروم. الفرس. الأحباش.) على مدار جهاد ومكابدة سنين الدعوة والدولة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأثناء تكوينه وتدريبه وإعداده لجيل التغيير المنشود يومها من صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، الذين شـكلوا منارات اهتداء إضافية في مشهد الخطاب الدعوي الإسـلامي الرشـيد، وقبسات نور معلمية واقعية في أنحاء شتى من جزيرة العرب. وقد أسـس رسـول الله صلى الله عليه وسلم بشكل نهائي لمكونات ومناهج الخطاب الرباني للبشرية قاطبة، واضعا بذلك التأسيس الدعوي الرشيد والمتقن الحد الدقيق لكل الجهود النبوية السابقة له، والتي شـكلت على مدار قرون الدعوة السـابقة تراكمات التعاليم الربانية لهذه البشـرية الضالة عن منهج ربها. وُمؤِّصلا في الوقت نفسه لقيم ومنطلقات وممارسـات الخطاب الدعوي الرشـيد، ضمن أنسـاق ومسارب من التصورات الربانية السليمة، التي تنهض -بقوة- بالبنى الداخلية لكل عناصر التغيير الأساسية في أعماق الفرد المسلم.