أثر الخطاب الديني الإسلامي على المجتمع الجزائري

وقد أتاح الله لي فرصة التفاعل والانفعال مع النص تارة ومع الواقع والناس تارة أخرى، وهي مسألة صعبة ودقيقة وحساسة جدا، حيث التدريس والوعظ والخطابة الرتيبة في مساجد القطر الجزائري، يوم الجمعة تدريسا وخطابة، وفي شهر رمضان، وفي سائر المناسبات الأخرى كـ: موسم الحج وعيد المولد النبوي الشريف وصيام عاشوراء والاحتفال بقدوم رأس السنة الهجرية وموسم إخراج الزكاة في عاشوراء وليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان.. وفي المناسبات الخاصة كالخطبة والزواج والصلح.. فضلا عن الفتوى للناس، وتحفيظ القرآن لأبنائي وأبناء الحي.. وتبين لي أن مسألة الخطاب الديني وسائر موضوعاتها مهمة عسيرة وغامضة لمن لا يمارس العمل الديني والدعوي عبر منابره الدينية: [المسجد، الجامعة الإسلامية، المدرسة القرآنية، الحديث الديني الإذاعي والتلفزي، المقال، الدراسة، البحث، تأليف الكتب، الاتصال المباشر برواد المسجد، التعامل الديني الصحيح مع الناس..]، كما تبين لي أن الكتابة فيه من أعسر الحقول المعرفية، وأن الخوض في مسائله من أخطر المسالك الدنيوية والأخروية، إذ فيها يتخيل الكاتب المنهج الأمثل لجدلية النص والواقع والناس، ويعتبر ما توصل إليه منهجا أمثل لتطبيق النص، وهو في الحقيقة يدخل في دائرة الوهم والظن وعدم التأكد من صحة منهجه في نقل أو تحميل أو ضخ الخطاب، فيُضر من حيث يظن أنه ينفع، أو يُضلل من حيث يظن أنه يهدي.