أعلام التجديد والإصلاح الإسلامي في العصر الحديث

وتصوري وتقييمي لهذا الكم الهائل والمفرز من موضوعات ومباحث (تجديد الخطاب الديني) التي ضختها الأقلام والعقول والأرواح في العقود السابقة عموما، وفي العقدين السابقين على وجه الخصوص يجب أن يُعاد النظر فيها، لاعتبارات كثيرة ليس مقام معالجتها كلها الآن، وإنما لاعتبار عدم تقدير الغالبية العظمى للباحثين في هذا المجال للأبعاد الثلاثة لها حق تقديرها، وهي: 1- (النص الشرعي: الحديث: "إن الله ليبعث على رأس كل مائة .."، 2- السنة الكونية، 3- معطيات الواقع: "الفرد المتخلف والجماعة المفككة، والكيان المصاب بالعطالة والشلل)، ولغلبة التحليل العاطفي من جهة، ولطغيان الرؤية التفاؤلية المستبشرة والمتجاوزة لإكراهات الواقعين المحلي المُذل والعالمي المتآمر، القادر على استيعاب والالتفاف على التطلعات التغييرية من جهة أخرى. وتتركز قناعتي بعد سنين القراءة والتحليل والتمحيص للمنتج المعرفي التغييري لأعلام التجديد والإصلاح منذ عهد التابعين إلى اليوم، إلى أن خلاصة المسألة يجب أن تنحصر معالجتها وتتقيد مناقشتها والبت فيها بين عقول وأفئدة ثلة قليلة من العلماء المتمكنين في علوم الشريعة من جهة، وفي الدراسات الحضارية والفكرية من جهة ثانية، من الملهمين والمنتقين جراء عملية الفرز العلمي الدقيقة، والمشهود لهم بنقاء وطهارة السيرة والسريرة من جهة ثالثة، وعدم تركها بين أيدي من لا تتوفر فيه هذه الخواص يعبثون بها من غير وعي.