اضطلعت تبسة بدورها الحضاري منذ أن دخلها المسلمون الفاتحون الأوائل كبوابة للعروبة، وكرئة حيوية لتنسم عبير الشرق العربي، وكأريج منعش للحضارة العربية الإسلامية في الجزائر، وكمنفذ باتجاه الشرق العربي الإسلامي. الذي كانت تراه أساسيا لبقائها، ومددا حيويا لروحها وحياتها، وظلت كذلك طيلة هيمنة وسيطرة الممالك والدول الإسلامية المتعاقبة عليها، حتى دخول الفرنسيين غازين محتلين أراضيها يوم 31/ماي/1842م، فساهمت القبائل التبسية في صد العدوان الفرنسي، واضطلعت بالدور الجهادي في العهد الاستعماري، وظلت تناوىء الاستعمار حتى نهاية القرن التاسع عشر، إذ هادنت قبائل تبسة السلطة الاستعمارية هدنة شكلية فقط سنة 1897م، محتفظة بغيظها وعداوتها لها حتى ُترمم أوضاعها التي تأثرت كثيرا تحت ضغوطات الحملات القمعية المستمرة. كما كان لها دور جهادي في ثورة الرحمانية التي اجتاحت القطر الجزائري، بعد هزيمة فرنسا أمام ألماني في حرب 1871- 1872م، وبعد فشل الثورة ُأعدم شيخ الجهاد فيها وممثل الطريقة الرحمانية [محمد الشريف الرحماني] وهو أحد القادة الروحيين لثورة الزاوية الرحمانية فرع تبسة سنة 1871/1872م وُحمل رأسه إلى فرنسا ووضع للعرض في متحف الإنسان بباريس. وهكذا ظلت تبسة ُتقدم التضحيات في سبيل المحافظة على مقومات الهوية الوطنية الجزائرية لتظهر مساهمتها المتميزة في مشاركتها الفعالة في تمرد عام 1916- 1917م الشهير ضد الإستعمار.
تفاصيل الكتاب: |
|
ISBN-13: |
978-620-4-72329-7 |
ISBN-10: |
6204723294 |
EAN: |
9786204723297 |
لغة الكتاب: |
عربي |
By (author) : |
أحمد عيساوي |
عدد الصفحات: |
212 |
النشر في: |
14.10.2022 |
الصنف: |
History |