تأثير الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية على الحصيلة الهيدرولوجية

يعالج هذا البحث تقييم الحصيلة الهيدرولوجية بحوض تساوت (عالية سد مولاي يوسف)، الذي ينتمي إلى سلسلة جبال الأطلس الكبير الأوسط، والواقع بالجنوب الشرقي لحوض أم الربيع، وهو حوض يمتد على مساحة 1307 كلم2. يعرف الحوض تضاريسا قوية بمعدل شدة انحدار 21,5%، وغطاء نباتي ضعيف، وقاعدة جيولوجية تتشكل أساسا من الصخور المتوسطة والقوية النفاذية (الصخور الحثية والكلسية والدولوميتية التي تعود إلى عصر الترياس واللياس). يرتكز تكميم الحصيلة الهيدرولوجية على منهجية جغرافية مبنية على التحليل الإحصائي للمعطيات المناخية والهيدرولوجية لمحطتي ايت تمليل وتمسماط (1986-2010) وعلى العمل الميداني والكارطوغرافي. أما على مستوى تحليل الوضعية الهيدرولوجية ونمذجة الجريان، تم الاعتماد على ثلاثة نماذج هيدرولوجية مختلفة، وهي: الأنموذج العام للحصيلة الهيدرولوجية، وأنموذج الهندسة الريفية GR، والأنموذج Orchy2. وقد أثبت هذا الأخير فعاليته في تحليل عناصر الحصيلة الهيدرولوجية، وإبراز التأثير البشري على الاشتغال الهيدرولوجي بالحوض، حيث تمثل نسبة المياه المجلوبة 14% من معدل الصبيب السنوي بالحوض، هذه النسبة ستزداد أكثر مع سيناريوهات التغيرات المناخية، إذ من المحتمل أن تتراجع كمية الموارد المائية ب 50 % حسب السيناريو A2، أو ب 31 % حسب السيناريو B2 في أفق سنة 2050.