إنّ لكلّ العلوم تطبيقات معينة على صعيد الممارسة العملية والتقنية؛ فالمهندس مثلا الذي ينشئ جسرا؛ إنّما يطبق القوانين التي وضعها عالم الفيزياء وعالم الرياضيات، وكذلك الأمر بالنسبة للسانيات التطبيقية في علاقة شراكة مثمرة مع اللسانيات النظرية والعلوم الأخرى. لقد شكلت اللسانيات التي أرسى معالمها دي سوسير(Ferdinand de Saussure ) الأرضية العلمية والمنهجية لدراسة اللغة؛ حيث سعت إلى الكشف عن نظامها وقوانينها التي تتحكم فيها، واكتسبت في مدة وجيزة بفضل ما توصلت إليه من دقة منهجية وضبط نظري صيتا عظيما، فصارت كالمثال الذي يقاس عليه، وكالإمام الذي يقتدى به، وبذلك نالت مكانة مهمة بين العلوم الإنسانية، فضلا عن صلتها الوثيقة بها؛ إذ إنّ تلك العلوم تتخذ من اللغة وسيلة لتحقيق أهدافها؛ وهي تستفيد من المعطيات اللغوية وتفيدها في علاقة تأثر وتأثير متبادل، وهذا ما أشار إليه سوسير في محاضراته " وهذه العلوم تقتبس منها بعض المعطيات تارة، وتوفر لها بعض المعطيات تارة أخرى، والحدود التي تفصلها عن تلك العلوم لا تظهر دائما بوضوح" ويدلل على ذلك بعلاقة اللسانيات بعلم النفس الاجتماعي، الأنثروبولوجيا،الفيزيولوجيا،...، وقد قويت هذه الصلة في النصف الثاني من القرن العشرين مع ظهور اللسانيات التطبيقية التي ارتكزت على الخلفية المعرفية اللسانية النظرية وتطبيقات العلوم الأخرى؛ حتى غدت جسرا وملتقى لعلوم كثيرة .
تفاصيل الكتاب: |
|
ISBN-13: |
978-620-5-63584-1 |
ISBN-10: |
6205635844 |
EAN: |
9786205635841 |
لغة الكتاب: |
عربي |
By (author) : |
نورالدين بوزناشة |
عدد الصفحات: |
60 |
النشر في: |
15.06.2023 |
الصنف: |
Other |