النخب المحلية في المغرب

يسعى هذا الكتاب إلى رصد أهم التغيرات التي لحقت النخب المحلية بالوسط القروي المغربي، مركزا بشكل خاص على المجال الجغرافي لإقليم إفران، ومدى إسهام تلك التغيرات في خلق نخب جديدة بمواصفات تختلف عن مواصفات نخب الأعيان التقليديين. فما يثير اهتمامنا في هذا العمل، هو أن نرصد درجة التغير الذي طال بنية النخبة المحلية عموما، ليس على مستوى التركيبة الديموغرافية فحسب ولكن على مستوى السلوكات، الممارسات، الاستراتيجيات، ومرتكزات النفوذ.ويحاول الكتاب تأكيد فرضية مركزية مؤدّاها أن جل التغيرات التي حدثت على مستوى بنية النخبة وتركيبتها لم تؤد إلى القطع مع المرجعيات والممارسات التقليدية التي طبعت سلوك وممارسة النخبة التقليدية (نخبة الأعيان). فعلى الرغم من التغير الذي أصبح يميز تركيبة النخبة على مستوى السن من خلال بروز فئة شابة، وهذا أمر طبيعي، وبدرجة أقل على مستوى الجنس بمشاركة نخبة نسوية في اتخاذ القرار السياسي. رغم كل ذلك فقد ظلت هذه التغيرات شكلية ولم تؤد في مجملها إلى القطع مع العلاقات الزبونية والقرابية والعشائرية، واستغلال الوسائل غير المشروعة (غير العقلانية) في إعادة بناء النفوذ وتجدير المكانة الاجتماعية.