الداعية المصلح والمربي المجاهد الأديب المفكر الدبلوماسي الزاهد

عرفت الشيخ إبراهيم مزهودي منذ أمد بعيد ولعل ذلك يعود لسنة 1979م عندما عرفني به شخص من تبسة يُدعى (علي دريس) الذي تربطه بالشيخ علاقة مصاهرة وقرابة وإعجاب.. بحيث كان معجبا به حد التأييد المطلق، ولطالما كان يحدثني عنه كثيرا، حتى شوقني لرؤيته والتعرف عليه.. ويصطحبني معه لحضور دروسه في مسجد الحمامات.. وبعد حضوري دروسه وتعرفي عليه وزيارته في بيته.. أُعجبت به ولاسيما أن والدي حدثني عنه بعد أن أكرم وفادة والدي لما زاره في القاهرة ففرح به.. ولذلك نمت فيّ الرغبة للكتابة عنه، ولاسيما أن تجربتي ومعارفي عن تاريخ الثورة كانت في مهدها.. وكان الشيخ يلقي دروسا يتهم فيها الرئيس الشاذلي بن جديد بالخذلان والعمالة للوبي الفرنسي في السلطة.. دون اطلاع لما هو حاصل في دواليب السلطة الجزائرية العميلة يومها والوفية لفرنسة الجزائر..ومنذ تلك السنوات العجاف 1979-1989م وأنا أرغب في الكتابة عن الشيخ المجاهد والدبلوماسي سي إبراهيم مزهودي يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته.. وكان بين يدي ملف يحوي خليطا من معلومات حول حياته ونشاطاته.. وانتظرت لعل هذا الملف يكبر على عادتي في الكتابة والتأليف، ولكنه للأسف الشديد لم يتدعم بالجديد ولم يزد من حيث كم المعارف المطلوبة للكتابة التاريخية الوافية المترجمة لشخص بمكانته ووزنه، عدا حوار أجراه أحد المؤرخين الدارسين عن مشاركته في مؤتمر الصومام.