ظاهرة التغابي والتحامق من خلال طبقات الشعراء لابن معتز

تعتبر ظاهرة التغابي والتحامق في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية عموما وفي العصر العباسي خصوصا مظهرا جليّا من مظاهر الغبن والحيف وشاهدا بليغا من شواهد انخرام القيم في العصر العباسي تدلّ عليه شهادات حيّة دوّنها ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء وقد انفرد بإثبات مدونة نادرة باحت لنا بالكثير من أسرار تلك الطبقة المتحامقة المتغابية المتجاننة والتي ظلّت مهمشة رغم سلطانها على الخلفاء والوزراء والوجهاء لأن جمهور المؤرخين ومن تعرضوا لها-وهم قليلون- وقفوا عند ظواهر الأشياء، ولم يتسلّلوا إلى الأسباب الدفينة والمقاصد البعيدة التى تختفي وراء خطاب تلك الطبقة وهو أمر لا يحتاج إلى حدّة ذكاء ودقّة ملاحظة للوقوف عند المعاناة الفكرية والاجتماعية والسياسية التى باحت بها نصوص تلك الطبقة.