دراسة نقدية مقارنة في الأدب النسائي

ترسم البدايةُ مساحةُ الموت التي تُهمّش فيها الأنثى منذ لحظة الولادة، فتكبّل بأغلال العبودية في كينونتها وجسديتها. وتخلد النهايةُ الأنثى كينونةً أزلية في ذاكرة المجتمع بإتجاهها صوب مساحة الموت التي تحررها من جسديتها وقيد روابطها الإجتماعية. يتوازى الموت في بداياته مع الموت في نهاياته؛ فكلاهما وجهان لعملة واحدة، وفي كليهما تموت المرأة. غير أن الموت في البدايات تفرضه المجتمعات على الأنثى، بينما في النهايات تفرض الشخصيات النسائية الموت على المجتمعات. وتدق النواقيس ترانيم الحيرة في كنهيّة هذا الموت في نهاياته، فهل حقا تموت فيه الأنثى أم أن المجتمع هو من يموت. حيث يتلاشى خارطة الموت في مساحات ضبابية تضيع منها ملامح القاتل والمقتول؛ فمن الذي يقتل الآخر، هل تنتهى الأنثى أم ينتهى المجتمع بإنتحارها