نظريات المنظمة

إن مجموع هذه النظريات التي جمعت في هذا المؤلف تستهدف جميعها بطريقتها، تنوير من الداخل ما يمكن أن نطلق عليه عمليات عقلنة النشاط الإنساني في المنظمة والتي يبدو أنها تتجسد من خلال معايير وأدوات التسيير والتدبير. وقد اعتمدنا من أجل بلوغ هذه الغاية رؤية نسقية وإستراتيجية. وأن مآلات هذه العملية تبرز فيها تدريجيا خيبات الأمل من ظاهرة عقلنة عمل المنظمة. لكنه من المضلل التأكيد، أننا نستجيب ونعالج هكذا، بشكل مستفيض، القضايا التي أتينا على ذكرها، طالما أن المهمة هي في الوقت ذاته مهمة مضنية وشاسعة. ليس بمقدورنا سوى أن نرشد وندل إلى سبل المقاربة التي تحقق هدفين اثنين: هدفا نظريا يسمح لنا بولوج العلبة السوداء لعملية العقلنة وهدفا عمليا يتمثل في كافة المباحث التي تشكل هذا المؤلف بشأن عمليات وأدوات التسيير التي أشرنا إلى طابعها الضروري، حتى لا نقول الحتمي في إطار التحولات التنظيمية. وعقب هذه المعالجات المتتالية، يكون من الصعب عدم الشعور بنوع من القلق أمام التنوع الميثودولوجي الذي تتبناه مختلف المقاربات والطابع المتنافر للاستنتاجات المحققة. بعض النظريات تبدو أكثر معيارية وخالصة من غيرها، بينما تتميز غيرها بالطابع العلمي.