شعر بكر بن حماد التيهرتي

تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تختص ببكر بن حماد الزناتي التيهرتي، الشاعر الجزائري الذي كان من أوائل مؤسسي الحركة الأدبية بالمغرب الأوسط، فكان شعره مصداقا على بداية نضجها، لما فيه من مضامين دينية وسياسية وأخلاقية...عبرت عن رؤيته للحياة وموقفه منها، ومن ثم كان لتجربته الشعرية تمظهراتها الأسلوبية الغنية بأبنيتها الصوتية، والمعجمية والتركيبية والدلالية المتفاعلة تعبيرا عن تلك الرؤية والموقف، وعليه اخترت المقاربة الأسلوبية بهدف الإجابة عن جملة تساؤلات أهمها: كيف تفاعل شاعرنا مع الحركة الشعرية القائمة آنئذ، تأثرا وتأثيرا؟ ذلك لأن النص الشعري يخضع لتقاليد و بنيات صارمة مستمدة من الموروث، بينما الأسلوب متحرك ذاتي بشكل قد يخلق عملية تجاذب بين السكون والحركة، فالنظام الشعري العام مشترك، لكن الأداء و النظم الشعري مختلف، فكيف يتحول النظام العام إلى نظام خاص؟ وهل بإمكان هذا النص أن يعبر بنفسه عن أهم خصائصه الشكلانية المتفاعلة من أجل إبراز طاقاته وإمكاناته التعبيرية الكامنة فيه؟