واقع النساء في مجتمع مدينة الجزائر 1800-1817م

إن الوقوف على إدراك أهمية دراسة الوثائق العثمانية يعد فعلا خطوة إيجابية نحو الكشف عن آثار شاهدة على كل ما حدث في المجتمع، في مستوياته المختلفة، ومجموع تلك الوثائق يعد فعلا منجما ومخزونا تاريخيا، يحتوي على معلومات جد ثرية ومتنوعة، لا يمكن أن يهملها دارس الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فهي شاهد على تلك الحقبة فعلا وواقعا يمكن من خلالها أن نتعرف بدقة على الحياة في العهد العثماني الذي احتلت فيه شريحة النساء في مجتمع مدينة الجزائر حيزا هاما أسفرت عنه جملة القضايا التي عرضت على المحكمة الشرعية، وكان عمل مؤسسة بيت المال من جرد وإحصاء لتركات الأشخاص المتوفين الذين لم يتركوا عاصبا شرعيا عملا في غاية الدقة والإحكام ، وقد برزت شريحة النساء في تلك الدفاتر بكثرة، فتشكل لدينا بذلك مصدران أساسيان متنوعان في القضايا، تضمنا من المعلومات ما يسمح بالقيام بقراءة جديدة، تكشف عن جوانب هامة من حياة النساء وواقعهن في المجتمع ظل لوقت طويل حكرا على كتابات الغربيين من خلال مذكرات الأسرى، وملاحظات الرحالة، وتقارير القناصلة و الجواسيس والرهبان ، وقد آن الآوان لإعادة كتابة التاريخ المحلي كتابة موضوعية وعملية.قسمنا البحث إلى أربعة فصول: فصل تمهيدي، وثلاثة فصول، ويتفرع كل فصل من هذه الفصول الأربعة إلى مبحثين، وأنهينا البحث بخاتمة متبوعة بعدد من الملاحق ، مُقَدمة كنماذج لمختلف الوثائق التي أسسنا عليها دراستنا.