حرية الراي والتعبير في الوطن العربي في ظل التحول الديمقراطي

من الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير في الأدبيات السياسية الحديثة موضوع حرية الرأي والتعبير،وما يثيره من قضايا تتجاذبها رؤى واتجاهات متباينة ، انطلاقا من تعدد الزوايا التي ينظر منها إلى هذه الحرية ،ونظرا لامتداد تاثيرها الذي لا يقتصـر علـى صاحب الرأي وحده وإنما يتعداه إلى غيره وإلى المجتمع. لقد اصبحت حرية الرأي والتعبير في ظل انتشار المد الديمقراطي وما حمله من مفاهيم كالتعددية السياسية وحقوق الإنسان والتداول السلمي على السلطة ومشاركة المواطن في صناعة القرار السياسي من أهم الانشغالات لدى الحكومات والرأي العام العربي،على اعتبارها واحدة من دعائم الديمقراطية ومدخل حقيقي لتطوير الفعل الديمقراطي وترسيخه بحكم العلاقة الارتباطيه الجادة بين مساحة حرية التعبير الممنوحة للمواطنين وبين الممارسة الديمقراطية؛إذ يتناسق اتساع أو ضيق هامش هذه الحرية مع مدى انتهاج الديمقراطية أسلوبا وممارسة وهذا التناسق لا يتم في الاتجاه الايجابي إلا من خلال ترسيخ ديناميكي وتراكم منفتح للحريات الفردية والجماعية، فتساهم بذلك حرية الرأي والتعبير في إثراء صيرورة الديمقراطية،بنقد المؤسسات السياسية وإسماع أصوات التعددية، مما يحقق الاعتراف للمواطن بحقوق سياسية تمكنه من المشاركة في إدارة شؤون الدولة.