أرض الرّحيل الدّائم: رواية خربة مسعود في ميزان النّقد الحديث

لأنّ الرّواية هي "عالم مميّز من الواقع حيث نعيش"، ولأنّ قراءتها تعني "أن نعيش مرحلة تاريخيّة في العمق"... كانت رواية "خربة مسعود" لـ "منصور عيد" المحطّة الّتي شئناها ميدانًا لقراءة سيميائيّة اجتماعيّة، تُبرز المحكيّ فيها وتُنطق المسكوت. وقد صوّرت هذه الرّواية غرق الذّات الإنسانيّة في كمٍّ هائل من المتشابه والمتكرّر، وفقدانها القدرة على التّغيير، وتيهانها في دوائر التّخبّط المغلقة. وهكذا، تكون "خربة مسعود" في ميزان النّقد الحديث من الأدب الواقعيّ الّذي "يمثّل قيمة معرفيّة ويُسهم في فهم أفضل للواقع". ويكون "منصور عيد" فيها المنتج القلق المتشبّث بـ (الوعي المُنزاح) أو (الوعي-المبتغى)، علّه به يخلق الأفضل، فلا يستسلم مُدبرًا مع غيره في أرض الرّحيل الدّائم...