لقد نجح إدريس بلمليح في تسخير المنهج البنيوي التكويني ـ كمنهج غربي معاصر ـ لدراسة إحدى قضايا التراث العربي ، بطريقة ما كان لينجح في دراستها باستعمال منهج آخر ، والدليل على ذلك وجود عشرات الدراسات إن لم نقل مئات الدراسات التي تناولت الجاحظ ، أو تناولت فرقة المعتزلة ،أو تناولت المجتمع العباسي ، لكن لا توجد دراسة واحدة جمعت بين هذا (الثالوث) وأوجدت العلاقة المنطقية بينهم . رغم أن المنهج البنيوي التكويني هو منهج ماركسي ، الأمر الذي قد يجعله في تعارض مع دراسة بعض القضايا التي لها علاقة بالعقيدة ، ولكن ذلك لم يمنع إدريس بلمليح من تحويره وتكييفه وفق ما تقتضيه طبيعة الدراسة (الإسلامية) ، وكمثال عن ذلك ، عندما تناول بالدراسة أجزاء الرؤية البيانية ، نجح في الاستغناء عن أحد الأجزاء (الله) خشية أن يتعارض هذا الجزء مع معتقدات المسلمين.. إن النتائج التي توصل إليها إدريس بلمليح ورغم أنها تفتقر للجزم والقطع ، ورغم كل الاحتراس و الاحتياط الذي يشوبها ، إلا أنها تلتزم قدرا كبيرا من الدقة العلمية التي ربما ما كانت لتتحقق بتطبيق منهج آخر .
تفاصيل الكتاب: |
|
ISBN-13: |
978-613-9-43102-1 |
ISBN-10: |
6139431026 |
EAN: |
9786139431021 |
لغة الكتاب: |
عربي |
By (author) : |
محمد رندي |
عدد الصفحات: |
212 |
النشر في: |
08.04.2019 |
الصنف: |
General and comparative literature science |