مرجعيات الخطاب النقدي عند عبد الحميد بورايو

نحاول من خلال هذا الكتاب أن نسلط الضوء على أهم المرجعيات المعرفية التي تأسس عليها منهج "عبد الحميد بورايو" الذي اعتمده في دراساته النقدية حول الأدب الشعبي؛لأنه بدوره لم يتوقف عند عرض منهجه النقدي،بل كشف عن مرجعياته،لتجنب العوائق الإبستمولوجية والإجرائية، وتمثلت هذه المرجعيات في مجموعة من الأفكار والتصورات المتعددة والمتباينة مكانا وزمانا. ولمعرفة المنهج النقدي الذي اعتمده "عبد الحميد بورايو" يقتضي العودة إلى الأصول المعرفية التي استند إليها في بلورة جهازه المفاهيمي؛ لأن أية عملية فهم لهذه المناهج النقدية وآلياتها يجب أن تكون قائمة على وعي مسبق بالخلفيات الفلسفية والإيديولوجية وبالمناخ الثقافي والتاريخي والتربة التي نشأت فيها، و التي تساعد الناقد على تحديد دعائم الآليات الإجرائية التي بإمكانها أن تفي بممارسة نقدية موضوعية. ويري "عبد الحميد بورايو" أن التأصيل للاتجاهات النقدية، من خلال ردّها إلى أصولها وروافدها المعرفية وعرض أسسها التي قامت عليها هو درء للمزالق التي تقع فيها عادة التناولات النقدية،وكذلك محاولة الإحاطة بما جد في مجال التعامل مع النصوص الأدبية في الحقبة الحالية من التاريخ؛ لأنه لا يمكن دراسة النصوص الأدبية وتجاهل تطور نظريات تحليلها التي تفيدنا في الكشف عن جوانب عدة من النص الأدبي.