فلسفة كارل ماركس

يحسن بنا، من الناحية المنهجية، لفت الانتباه إلى أنّ مهمتنا في هذه الورقة البحثية تتمثل في إماطة اللّثام عن الأصول المشكلة للفلسفة المادية لدى كارل ماركس المتمثّلة في المبادئ الطوباوية التي روّج لها كلّ من الاشتراكيون الطّوباويّون الفرنسيّون والإنجليز، ومبادئ الثّورة الفرنسيّة التي نجمت عن التّعاليم التّربويّة الواردة في كتابات الفلاسفة الموسوعيّين التنويريين والمثالية الألمانيّة التي عرفت نضجها في كتاب (فريدريش هيجل)،(1771-1830) الموسوم«فينومينولوجيا الرّوح» والماديّة الحدسيّة المناهضة لطبيعة الإنسان المثالي وفكرة الإله التي نسج بها هيجل منظومته الفكريّة على حدّ تعبير فيورباخ. هذا، ولقد حاولنا تسليط الضوء على الاقتصاد السّياسي الإنجليزي الذي مارس تأثيرًا عميقًا في نشوء المنهج الماركسي المتمثّل في الدّيالكتيك المادي الذي يجمع بين هاتين المدرستين الكبيرتين: المثاليّة المطلقة التي تمدّ ماركس بفعاليّة الفكرة الهيجليّة، والمجال الاقتصادي الذي يجعل منه ماركس مادة البحث التي يطبّق عليه منهجه الديالكتيكي. بتعبير أدقّ، لقد تشكّلت بتأثير كلّ هذه النّزعات الفلسفيّة: المثاليّة والطّوباويّة والاقتصاديّة، فلسفة جديدة تعطي بعدًا ماديًّا في تفسيرها للتّاريخ.