بيداغوجيا الإدماج

جاء تبني "مقاربة التدريس بالكفايات" في المنظومة التربوية الجزائرية لتصحيح المسار البيداغوجي السائد؛ من خلال التخلّي عن أسلوب تلقين المتعلّم المعارف الجاهزة والمكثّفة الذي أثبت فشله في العملية التعليمية التعلّمية، وتسليحه بالمعارف الإجرائية والأدوات المنهجية، التي تساعده على الإبحار في خضم هذا الكمّ الهائل من المعلومات وانتقاء ما يفيده منها، ومن ثمّ الابتعاد في العملية التقويمية عن النظرة التقليدية التي تحرص على تقويم المعارف بالدّرجة الأولى، إلى تقويم يشجع على توظيف المعارف والمهارات والخبرات كلما احتاج إليها المتعلم في المواقف الحياتية المختلفة. ولذلك عمدت المؤلفة في هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على "الأنشطة الإدماجية" التي تمثّل المرتكز والأساس في التقويم اللغوي في التدريس بالكفايات، متّخذة من "نشاط الإدماج" في كتاب السّنة الرابعة من التعليم المتوسّط عيّنةً لهذه الدّراسة، مستهدفة الوقوف على الجديد الذي أضافته مقاربة التدريس بالكفايات للعملية التقويمية، وتحديد مرتكزات نشاط الإدماج في التّقويم اللّغوي، ومدى تأثير هذا النشاط في تنمية مهارات التفكير المختلفة عند التلاميذ، واضعة الأنشطة الإدماجية في كتاب السّنة الرّابعة من التّعليم المتوسط في ميزان النقد.