آراء أبي إسحاق إبراهيم الصَّفَّار الكلامية مع تحقيق كتابه تلخيص الأدلة

من خلال هذا الكتاب تم الكشف عن أحد أعلام المدرسة الماتُريدية، والتي تُعد من كُبريات المدارس الكلامية، ويبين الكتاب مدى ما وصلت إليه المدرسة الماتُريدية من تطور حتى عصر المؤلف، ويؤكد على أنَّ الجذور الأصلية العقائدية لتلك المدرسة هو ما أُثر من رسائل وآراء للإمام أبي حنيفة النعمان. وظهرت بوضوح النزعة العقلية الكبيرة لدى تلك المدرسة من خلال عرض الصَّفَّار ومناقشته للمسائل الكلامية، واتسم موقف الصَّفَّار بالنسبة للكثير من القضايا بالبراعة في التحليل والعرض وأيضا بالوسطية والاعتدال، منها: موقفه من مسألة تعليل أفعال الله تعالى فوقف بين غُلو المعتزلة وقولها بالوجوب وحفظ الصلاح والأصلح، وبين تفريط الأشاعرة ونفيها الغائية في أفعاله تعالى، فقال بالحكمة في أفعاله تعالى موافقًا بذلك صريح الكتاب والسُّنة . وأيضًا تجد الصَّفَّار يستخدم ببراعةٍ شرحه لأسماء الله الحسنى في الرَّد على كثير من الملل والفرق، بل إنه ظهرت بوضوح براعته كفقيه كبير في توظيفه مسائل فقهية وربطها ببعض مسائل العقيدة. ومن الأشياء التي تُبرز قيمة الكتاب وأهميته، كثرة النصوص المقتبسة عن علماء مُهمين فُقدت أُصول كتاباتهم. بالإضافة إلى وجود شرح مُفصَّل وكامل لأسماء الله الحسنى قلَّ أن تجد مثيله في الكتب المصنفة في هذا الفن.