يعيش العالم تحولات كبيرة و عميقة. و هي بالتأكيد مستمرة، لتزامنها مع مرحلة انتقالية معقدة و غير مسبوقة، تَتَشَابَكُ و تَشْتَبِكُ فيها بقايا جغرافية سياسية عنيدة و عولمة مترددة و متعثرة، الشيئ الذي يمثل صعوبة في تحديد أهم الاتجاهات المستقبلية للنظام العالمي الجديد. فإذا كان صعود بعض الدول في القرون الثلاثة الماضية قد ارتبط بالحروب و طغيان منطق الجغرافية السياسية، فليس من الضروري أن يعيد صعود بلدان ناشئة في القرن 21 إنتاج نفس الأحداث السابقة. لأن تَشَابُكَات العولمة تحول دون قيام اشْتِبَاكَات و حروب و صراعات، و ذلك بالرغم من أن التمرد الجيوسياسي يمثل عنصر إرباك لمسيرة العولمة التي تعاني أصلا من اختلالات جسيمة. و تُواجه الأطراف الأساسية المعنية بالمعادلة الدولية تحديات جسيمة ترهن مستقبل العالم و تُرْبِكُ مسارات المرحلة الانتقالية الحالية. بحيث لم تَعُد القوى السائدة قادرة على حكم العالم و إدارة شؤونه بمفردها، كما أن البلدان الصاعدة التي تزاحمها على الريادة لا تتوفر لديها المقومات اللازمة و لا الرغبة الأكيدة في حسم الأمور لصالحها. و بات العالم أمام معادلة جديدة: خسارة بالتقسيط و تقدم بفارق النقط. و إقرار مثل هذه المعادلة من شأنه أن يطيل من عمر المرحلة الانتقالية و يعقّد مسارات تعديل موازبن القوة العالمية، و من ثم بناء نظام عالمي جديد.

تفاصيل الكتاب:

ISBN-13:

978-620-2-35003-7

ISBN-10:

6202350032

EAN:

9786202350037

لغة الكتاب:

عربي

By (author) :

محمد الزناتي

عدد الصفحات:

220

النشر في:

19.04.2018

الصنف:

International economy