سلوك وسيكولوجية السائح

من الأمور التي تستوقف النظر عند الحديث عن ظاهرة السياحة، هو أن هذه الظاهرة هي ظاهرة معقدة ليس فقط من ناحية صلتها وارتباطها في آن واحد بالعديد من الأنشطة " الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.........الخ" من ناحية, والعديد من العلوم والمواد الأكاديمية " التاريخ واللغات والقانون والجغرافيا والتسويق والادارة .....الخ" من ناحية أخرى, ولكن أيضا كون هذه الظاهرة ترتبط في الأساس بمحاولة وضع تفسير لحركة هؤلاء الأشخاص المنتقلين من مواطن اقامتهم إلى أماكن أخرى ويحملون في نفس الوقت اختلافات كبيرة من حيث المتغيرات الثقافية والعرقية والاجتماعية والدينية والثقافية. ومع التطورات المتلاحقة في المجتمعات الحديثة والتي صاحبها تنامي صناعة السياحة الدولية وتحولها إلى أن تكون مصدر رزق للعديد من المجتمعات المتقدمة والنامية, وماأعقب ذلك من التنافس الكبير والمستمر بين الدول السياحية للفوز بأكبر نصيب أو قدر ممكن من أعداد السياحة الدولية, فقد أصبح لزاما على هذه الدول "تحديدا الأجهزة والمؤسسات التسويقية والارشادية" أن تبذل الجهود اللازمة لمحاولة وضع تفسيرات وفهم تلك الدوافع والعوامل المحفزة التي ترتبط بالسلوك السياحي والذي بدوره تحركه وتتحكم فيه مجموعة من العوامل والمحفزات النفسية والتي تشكل مايطلق عليه "سيكولوجية السائح".