تطور الفكر الوحدوي عند محب الدين الخطيب

مع مرور مائة عام انتهاء الحرب العالمية الأول والثورة العربية، ومع الاقتراب من مئوية التسويات الدولية للمنطقة العربية (سايكس بيكو وسان ريمو ومؤتمر الصلح ) والتي انطلقت مفتتح القرن العشرين، يبدو من المهم إعادة قراءة خطاب الوحدة العربية لدى رموز حركة النهضة العربية، وملاحظة التحولات التي طرأت على هذا الخطاب. صحيح أنه قد لا يكون هناك اليوم من مسوغ لبحث خطاب الوحدة الذي نشأ قبل قرن وتطور خلال القرن العشرين في صيغ عدة منها الجمعيات العربية السرية وحركة الاستقلال العربي ثمّ مع حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي، لكن المراجعة لخطاب الوحدة ولدى رموزها الفكرية، تظلُّ ممكنة بالقدر الذي تفرضه المعالجة وشكلها، وبقدر ما يمكن القول أن فكرة الوحدة العربية أضحت خيالية، وأن الراهن العربي لا يُقبل عليها بالدرجة التي كانت تتمناها الجماهير العربية. فالتحولات الكبيرة في المنطقة العربية، ورسوخ الدولة القطرية، وصعود الانقلابات منتصف القرن العشرين، ومن ثم النكسة 1967 وصعود المدّ الإسلامي، وصولاً إلى نفق التسوية العربي بعد غزو العراق للكويت عام 1990، كل تلك المحطات، جعلت من الوحدة العربية اليوم مطلباً غير قابل للتحقق.