الصور الوجودية للذّات المتحديّة من خلال كتاب الأيّام لطه حسين

وإن نتخيّر لبحثنا الموسوم ب"الصور الوجودية للذّات المتحدّية في السّيرة الذّاتيّة" كتاب الأيّام مدونة، فذلك لأنّ هذه السّيرة تتّسم بطابع إشكاليّ مميّز لها عن كلّ السّير الأخرى، فالتّحدّي الذي يمثّل مفهوما مركزيا في بحثنا لا يكتسب شرعيّة تناوله في كتاب الأيّام إلّا لطابعه الإشكالي، فكلّ الإنسانية على اختلافها تخوض تحديّات الوجود من أجل طلب الكيان ونحت الهويّة في الوجود، فالوجود هو أوّل المراحل التي يصطدم بها الإنسان ويدرك الإنسان بسرعة أنّ وجوده فارغ لذلك يسعى إلى ملئه وتلك هي معركة الكيان التي يخوضها، لكنّ طرح مفهوم التّحدّي في سيرة ذاتيّة ناقلة لحياة ضرير معاق هو الطابع الإشكاليّ الذي يمنح لهذا المفهوم شرعيّته القصوى من أجل تأوّل حياة طه حسين صبيّا وكهلا ومعرفة صور وجود هذه الذّات وصور مفارقتها للمعتاد