التحليل المنطقي للفعل الخلقي

اهتمت بعض الدراسات العلمية، والفلسفية، بتفسير الفعل الإنساني وتحليله، بشكل عام ، والفعل الخلقي، بشكل خاص. وقد إدعى البعض بأنه من خلال فهم العمليات الآلية لدماغ الإنسان، يمكن السيطرة على أفعاله. ولكن مع أن العمليات العقلية تتوقف إلى حد كبير على النشاط العصبي، إلا أن الإدراك نفسه لا يتوقف على ذلك فقط. صحيح أنه من الممكن التحكم في الفعل الإنساني عن طريق التحكم بمناطق محددة من الدماغ، إلا أنه لا يمكن القول بأن هذا الفعل إرادي. إذ إن الفاعل يدرك أنّ الفعل المتحكَّم به لم يكن فعله. وتشترط المسؤولية الخلقية في الدرجة الأولى عدم وجود إكراه أو إجبار للقيام بالفعل، وأن الفرد سبب أفعاله، مما يتبعه استحقاقه للثواب أو العقاب، وللمدح أو الذم، للتأثير على سلوكه المستقبلي. تحاول الدكتورة في هذه الدراسة من خلال التحليل إثبات إن العقل هو الأساس الأول للفعل الخلقي. وأن الفاعل الخلقي هو السبب الحقيقي للفعل، ومن ثم لا تكون نسبة الفعل إليه على سبيل المجاز.