السرد في المقامات النظرية

السردية في المقامات ان السردية أثبتت قدرتها في الدراسات النقدية الحديثة الى حد يمكن القول بأنها تشكّل حقلاً نقدياً وفكرياً ، يمكن أن يطبق في كافة النصوص الحكائية قديماً وحديثاً . لقد استلهمت المقامات النظرية البنية الطبيعية و الإقتصادية و الإجتماعية وتعمقت في تناول موضوعات الجوع والفقر و الظلم و الحيل والشعوذة في الهند ، ووظّفت جنسا أدبيا قائما ذا حبكة قصصية مشوقة يعالج موضوعاً واحداً مع خصوصية تميزه عن الأجناس الأدبية الأخرى . وقف البحث عند حقيقة مفادها أن الحضرمي لم يعمد الى توليد جنس أدبي جديد ، بل حاول أن يفتش على كتابة أخرى تتعامل مع الواقع الهندي عندما رفض مقامات الهمداني و الحريري والتي لم يفهمها أحد ، من اجل ذلك آثر الكتابة بأسلوب لغوي مبسط دون تعقيد لفظي و لا يلتجيء الى اللهجات الإقليمية الضيقة ، ونادراً ما نجد ألفاظا أعجمية فيها ، ولم يمل إلى خلق ثنائيات ضدية . ومن ابرز سمات هذه المقامات احتوائها على كثير من القضايا الاجتماعية و التاريخية و الدينية (وفق تسلسل احداث زمان واحد ، ولكن في تعدد امكنة) ، وتتميز عن سواها بأنها كتبت بلغة بسيطة وسهلة وسلك المؤلف مسلك السابقين عندما اظهر براعته و قدرته على التنوع إذ لم يقيد نفسه بفن النثر فقط ، بل تمكن من المزاوجة بين الشعر والنثر بحيث صارت مقاماته (هجيناً، تتعاقب فيه الأبيات وفقر النثر) كون إطاراً للشعر و النثر في آن