الحد من ظاهرة العنف لدي المراهقين

إن الإنسان وعبر مشوار حياته يمر بالعديد من المراحل التي تتميز بالتطور والتجدد ومن أهم واخطر هذه المراحل مرحلة الطفولة التي تتسم بأنها حجر الأساس لبناء الإنسان وتكوين الشخصية. ونظرا لأهمية هذه المرحلة لابد من الإشارة إلى أهم الأخطار التي يتعرض لها الأطفال وما تخلـّفه هذه المرحلة من آثار سلبية على الفرد وعلي الأسرة والمجتمع. مع تطور العلوم النفسية والإنسانية باتت من المسلـّمات معرفة مدى انتشار ظواهر سلبية في المجتمع كالعنف مثلا. فظاهرة العنف أو إساءة معاملتهم ليست مرتبطة بمكان أو زمن معين وهي تتخذ أشكالاً عدة ومظاهر مختلفة فالمجتمع المصري كغيره لا يخلو من أحداث العنف ضد الأطفال من قبل ذويهم ومن قبل معلميهم والقائمين عليهم واقرأنهم. يعد الاهتمام بمرحلة المراهقة من أهم المعايير التي يقاس بها تقدم المجتمعات وتطورها فهذا الاهتمام هو في الواقع اهتمام بمستقبل الأمة فإعداد المراهقين ورعايتهم علي كافة الجوانب هو إعداد لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها مقتضيات التطور والتغير السريع الذي نعيشه اليوم. أما عن الآثار السيئة التي يتركها الإيذاء والعنف فهي نوعان آثار مؤقتة كاضطراب النوم و القلق والاكتئاب والسلوك العدواني والتدهور الدراسي والتقهقر لمراحل عمرية سابقة مثل التبول اللاإرادي ومص الأصابع وانخفاض مستوى الاستجابات العاطفية والسلبية وكذلك الخوف الشديد من مخالطة الآخرين .أما على المدى الطويل فمما لا شك فيه أن الإيذاء قد يترك بصمات واضحة علي شخصية الطفل حينما يكبر فتجده قلقا, متوتراً, متعكر المزاج, فاقداً الثقة بنفسه, يعاني أنواعاً متعددة من اضطرابات الشخصية وصعوبة في التكيف الاجتماعي وتكوين العلاقات الحميمة مع الأهل والأقران وربما يميل إلى العدوانية والسخط على المجتمع ويكثر بين بعض هؤلاء الأفراد مستقبلاً الانغماس في الخمور والمخدرات وكذلك محاولات الانتحار لأتفه الأسباب كما أن عدداً من هؤلاء يكرر نفس التجربة السابقة مع أطفاله فيخرج جيل غير سوي أخلاقيا ونفسيا يتسم بالعدوانية.