تداخل الألسن - دراسة القيود والمظاهر اللسانية

تعتبر اللسانيات الاجتماعية الحقل العلمي الذي يحتضن دراسة اتصال الألسن وتأثيرها وتأثرها ببعضها ومن أبرز قضايا الاتصال مسألة التداخل اللساني التي باتت واضحة في كلّ لسان وخاصة اللسان العربي الذي اتصل بعديد الألسنة المجاورة له جغرافيا والمتعاملة معه حضاريا وعلميا واقتصاديا وتقنيا وتعليميا، وهي أطر ومجالات تدفع بالمتكلم العربي إلى التداخل اللساني الذي أصبحت معالمه واضحة في المجتمعات العربية وخاصة الطبقات المتعلمة والمثقفة منها. ولذلك، فانتشار التداخل اللساني بصورة واضحة، وخاصة اللسانين الفرنسي والإنجليزي، أدّى إلى التساؤل عن طبيعة وجوده وكيفية اشتغاله وتداوله بين الناس، وهي قضايا اضطلعت بدراستها اللسانيات الاجتماعية واللسانيات الجغرافية باعتبار أنّ اللسان مرتبط بمن يتكلمه ويتواصل به، وبالتالي فهو ظاهرة اجتماعية ترتبط بقوانين المجتمع وتعبر عن مشاغله المتنوعة ومن بينها المشغل اللساني. ولذلك يعتبر التداخل اللساني مبحثا من مباحث اللسانيات الاجتماعية رغم تفرده بدراسات خاصة تبحث في قواعد اشتغاله اللسانية والاجتماعية وتحاول ضبطه وفق قواعد علمية لا تقلّ شأنا عن القواعد الصوتية والصرفية والنحوية والتركيبة والدلالية.