بلاغ السخرية النسوية دراسة في اعترافات امرأة لا تجيد لف الدوالي

ما فتئت السخرية التي تنبني على المراوغة اللغوية والخداع اللطيف توجد لنفسها دروبًا من التنوع والتأثير فتنوعت المجالات وتعددت الطرق التأثيرية، فلم تعد مقتصرة على السخرية الشفهية أو الكتابية وإنما نجد السخرية الصامتة التي بدت في الرسم الكاريكاتوري الناضح بالمعاني والدلالات وانبثق منه " الجرافيتي"، وسخرية الإيماءة والإشارة والإشارة قرينة اللفظ في التعبير. إن السخرية باتت جزءًا أثيلا من صميم لغة الحياة اليومية في المجالات كافة لا سيما المجال السياسي؛ إذ تتجلى بوصفها قوة دفاعية ضد القمع في المجتمعات التى يطغى فيها الظلم وتنقلب العدالة. وتتجلى السخرية النسوية فاعلة في الكشف عن ماهية الوجود بمعطياته المادية والمعنوية، فلها خصوصية وتأثير بنية وتوجيهًا؛ إذ تتشاكل أحيانًا مع سخرية الرجل وتنماز أحايين أخري برؤية يشكلها التكوين العقلي للمرأة والمنحى العاطفي لها تجاه قضاياها الخاصة وقضايا المجتمع العامة.