الأبعاد التربوية للتواصل الثقافي عبر المجتمعات الافتراضية

يتناول هذا الكتاب قضية هامة؛ تنطلق من واقع معاصر رسمته أدوات التكنولوجيا وعقولها المبدعة والمبتكرة، وكما هو الحال في تطورات العصور وطفراتها التاريخية ، يأتي العصر الحالي وقد اتسمت فيه المجتمعات - بفعل هذه التكنولوجيا- بالافتراضية ، حاملة سمات وخصائص جديدة ومغايرة -لحد ما -عن تلك المجتمعات التقليدية المألوفة ، فقد سكنت العالم الافتراضي، وأصبحت هويات أفرادها افتراضية والتفاعلات بينها أمست برموز الكترونية، بينما زاد التواصل بين أعضائها باختلاف هوياتهم وثقافاتهم وانتماءاتهم محدثة آثارا اجتماعية وتربوية قد تكون إيجابية أحيانا وأحيانا أخرى سلبية هدامة، لذا جاء الكتاب الحالي باحثا في هذه القضية وابعادها التربوية من خلال ستة فصول تضمنت الثلاثة الاولى منها تأصيلا للقضية وأطرها المفاهيمية والفلسفية والتربوية ، أما الثلاثة الأخيرة فقد تضمنت دراسات اثنوجرافية وميدانية للظاهرة ونتائجها الميدانية ، لعل فيما يقدمة الكتاب نفعا وإفادة لمجتمع الباحثين في مجال التربية عامة وأصولها الاجتماعية بشكل خاص ، ولكل قارئ مهتم بهذه الظاهرة المعاصرة.